*تفسير القرآن الكريم للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله*
~*[تفسير سورة الإخلاص]* ~
*سبب نزول سورة الإخلاص*
هو أن المشركين أو اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم صف لنا ربك ؟ فأنزل الله هذه السورة
*{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}*
{قُلْ} الخطاب للرسول عليه الصلاه والسلام وللأمه ايضا
{ اللَّهُ أَحَدٌ} اي: هو الله الذي تتحدثون عنه تسالون عنه {أَحَدٌ} اي: متوحِّد بجلالة وعظمته، ليس له مثيل، وليس له شريك. بل هو متفرد بالجلال والعظمه عز وجل
*{ اللَّهُ الصَّمَدُ}*
جملة مستقلة، بيَّن الله تعالى أنه {الصَّمَدُ} اجمع ما قيل في معناه : انه الكامل في صفاته الذي أفتقرت إليه جميع مخلوقاته
*{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}*
{لَمْ يَلِدْ} لانه جل وعلا لا مثيل له، والولد مشتق من والده وجزء منه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في فاطمة : ( إنَّها بضعَةٌ منِّي)، والله جلا وعلا لا مثيل له، ثم ان الولد إنما يكون للحاجه إليه إما في المعونة على مكابدة الدنيا، وإما في الحاجة على بقاء النسل ، والله عز وجل مستغنٍ عن ذلك ، فلهذا لم يلد لأنه لا مثيل له؛ ولأنه مستغنٍ عن كل أحد عز وجل وقد أشار الله إمتناع ولادته أيضاً في قوله تعالى {أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
فالولد يحتاج الى صاحبه تلده، وكذلك هو خالق كل شيء فاذا كان خالق كل شيء ، فكل شيء منفصلٌ عنه بائن منه
وفي قوله {لَمْ يَلِدْ} رد على ثلاث طوائف منحرفه من بني آدم عليه السلام،، وهم المشركون واليهود والنصارى، فان المشركين جعلوا الملائكه الذين هم عباد الرحمن إناثاً وقالوا : ان الملائكه بنات الله. واليهود قالوا عزيز ابن الله،، والنصارى قالوا : المسيح إبن الله فكذبهم الله بقوله{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولوداً
*{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}*
أي : لم يكن له أحدٌ مساوياً في جميع صفاته فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والِداً، أو مولوداً، أو له مثيل
Post a Comment