قبائح الغيبة
ومن القبائح: الغيبة:
وقد جاء في السُّنة تعريف جامع مانع للغيبة، وتفصيل لحالة المُغتاب حينما يكون في اغتيابه صادقًا أو كاذبًا، فقال - عليه الصلاة والسلام -:((أتدرون ما الغيبة؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((ذِكْرك أخاك بما يكره))، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول، قال:((إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبتَه، وإن لَم يكن فيه ما تقول، فقد بَهَتَّه))[1].
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].
فمع وضوح المقصود من الآية، فإنَّ لقوَّة أسلوبها البياني في تركيب كلماتها، ونَسْج جُملها وسياقها بهذا الأداء -إعجازًا في تحديد المعنى المراد في الغيبة،وهذا له دورٌ عظيم وأهميَّة كبرى لنَشْل الباطل من النفوس، وغَرْس الحقِّ فيها، وتربية المؤمنين تربية واعية على تَرْكها؛ يقول ابن جرير الطبري: "أيحبُّ أحدكم أيُّها القوم أن يأكلَ لحمَ أخيه بعد مَماته مَيتًا، فإن لَم تحبوا ذلك وكَرِهتموه - لأنَّ الله حرَّم ذلك عليكم - فكذلك لا تحبُّوا أن تَغتابوه في حياته، فكَرِهوا غيبته حيًّا، كما كَرِهتم لحمه مَيْتًا، فإنَّ الله حرَّم غَيبته حيًّا كما حرَّم أكْلَ لحمه مَيْتًا"[2].
Post a Comment